تقارير وتحليلات

نشر في : 16-12-2024

تاريخ التعديل : 2024-12-16 21:49:42

أحمد جمال أحمد

يُعد غاز المثيان مسؤولًا عن نحو 30% من الاحترار العالمي الذي يعاني منه العالم اليوم، وهو أحد أكثر غازات الدفيئة احترارًا؛ إذ تُعادل قوته الاحترارية ثاني أكسيد الكربون 80 مرة.

وتبرز الماشية والأبقار على رأس أكثر المصادر إطلاقًا لغاز الميثان؛ إذ تنتج البقرة الواحدة ما بين 70 و120 كغم من غاز الميثان سنويًا، وإجمالي انبعاثات الماشية من غازات الدفيئة العالمية يُقدر بنحو 14.5%. وينتج غاز الميثان ذلك في الماشية المجترة عندما تتجشأ أو من خلال نوع من الميكروبات في جهازها الهضمي تُسمى "المولدة للميثان" (Methanogen).

لكن، يحتاج الإنسان إلى البروتين الحيوني، الذي يحصل عليه غالبًا من الأبقار والماشية، وفي هذه الحالة، تستمر انبعاثات الميثان لا محالة. لذلك يسعى العلماء إلى إيجاد طرائق أكثر فاعلية لتقليل انبعاثات الميثان الناتجة عن تربية الماشية. من جانب آخر، هناك ماشية المراعي والماشية التي تُربى في الحظائر. وتطلق الأولى كميات أكبر من الميثان مقارنة بالأخيرة؛ لأنّ كمية العشب المتاح لها أكثر.

وفي هذا الصدد، عملت مجموعة بحثية من جامعة كاليفورنيا على إيجاد حلول لتلك الأزمة، وبالفعل وجدوا أنّ إضافة مادة من الأعشاب البحرية يمكنها خفض انبعاثات الميثان الناتج عن الماشية بنسبة 40%، ما يجعل تربية الماشية أكثر استدامة ولا تتأثر صحة الماشية أو وزنها. ونشر الباحثون نتائجهم في دورية "بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينسز" (Proceedings of the National Academy of Sciences) في 2 ديسمبر/كانون الأول 2024.

بين المراعي والحظائر

تقضي الماشية التي تُربى في الحظائر نحو 3 أشهر فقط، في حين تقضي الأخرى التي تُرعى في المراعي معظم حياتها. وفي كلتا الحالتين، ينبعث غاز الميثان. وبرز اقتراح إضافة مواد إلى غذاء الماشية، بحيث تقلل انبعاثات الميثان، لكن التحدي الذي تصدر المشهد هو كيفية التحكم في الغذاء الذي تحصل عليه الماشية التي تُرعى في المراعي الطبيعية. وهذا ما عمل الباحثون على إيجاد حل له.

مكملات

خضع 24 ثورًا للتجربة في مزرعة، التي قسّم فيها الباحثون الأبقار إلى مجموعتين، الأولى تلقت مكملات الأعشاب البحرية لمدة 10 أسابيع، والأخرى لم تتلق. ووجدوا أنّ انبعاثات الميثان للمجموعة الأولى قد انخفضت بنسبة 40%.

يرى مؤلفو الدراسة أنّ هذه الطريقة يمكنها أن تسهم في تقليل انبعاثات الميثان للماشية التي تُرعى في المراعي؛ الأمر نفسه بالنسبة للماشية التي تُربى في الحظائر تحت الرقابة، ما يجعل تربية الماشية عمومًا أكثر استدامة. في الوقت نفسه، توفير الاحتياجات البشرية من البروتين الحيواني.